صرح مجيد في حوار لجريدة "ماتش" أن مشوار المنتخب الوطني في الكان كان إيجابيا رغم الاقصاء المر من الدور النصف النهائي مؤكدا أن الجميع يعلم أسباب الاقصاء."كما أن مهمة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا ستكون صعبة لكنها ليست مستحيلة.وقال مجيد أن مجموعة الجزائر ستعرف منافسة حادة بين المنتخبات المشكلة لها.
في البداية ماهو تعليقك على وجودك ضمن التشكيلة المثالية لبطولة إفريقيا؟
ربما لست الوحيد من اللاعبين الذين كان بإمكانهم أن يكونوا ضمن التشكيلة المثالية لبطولة إفريقيا على غرار حليش و حسان يبدة والآخرين الذين تألقوا خلال هذه الدورة لكن في نفس الوقت هذا شيئ طبيعي وأنا لا أنظر لمثل هذه الأمور لأن الأولى هو تألق المنتخب على حسابي الشخصي.
وكيف ترى مشوار المنتخب الوطني في أنغولا 2010؟
مشوار المنتخب كان إيجابيا بطبيعة الحال ولا أحد ينكر ذلك لأن الهدف الذي سطرناه قبل التنقل لأنغولا هو الربع النهائي مع التحضير للمونديال وأظن أننا استفدنا من المباريات التي لعبناها والفترة الطويلة التي قضيناها في أنغولا والتي مكنتنا من تطوير الجانب الجماعي للفريق.
ولكننم كنتم قادرين على التتويج بالكأس؟
هذا كلامك.. لكن الظروف التي أحاطت بمباراة مصر في بنغيلا كانت الفيصل في تحديد المتأهل للنهائي و العالم بأسره شاهد التمثيلية المصرية وأنا اظن أن "المصريون كلاو الجيفة" ولا يستحقون التتويج بالكأس فنحن أجدر منهم. وأقول أن الكان انتهى لكن المصريون سيشاهدوننا في التلفاز في جنوب إفريقيا وسنلعب مباريات كبيرة وأمام منتخبات كبيرة، في الوقت الذي تدفع أموالا كبيرة لهؤلاء المنتخبات من أجل اللعب معها وديا.
قيل الكثير عن دعوة سعدان للاعب لحسن وتحوّل الأمر إلى قضية كادت أن تعصف باستقرار المنتخب الوطني، كيف تابعت هذا الموضوع؟
تأسفت كثيرا لكل ما حدث، سيما وأن الأمر لم يكن يستدعي كل تلك الضجة في وقت بدأ فيه المنتخب الوطني يستعيد بريقه، كان حريّا بالجميع أن يصمت، لأن القرار الأول والأخير بخصوص استدعاء أي لاعب، مهما كان إسمه من عدمه، بيد المدرب الوطني.
لكن سعدان تعرض للكثير من الانتقادات بمجرد أنه فكر في استدعاء لحسن سواء من اللاعبين أو الصحافة...
على الكل أن يفهم بأن اختيارات المدرب في الوقت الحالي هي غير قابلة للنقاش، فهو نجح في تأهيل الخضر الى المونديال والوصول إلى النصف النهائي في أنغولا وتمكّن من تكوين مجموعة قوية وإذا وجد نقصا فمن حقه أن يبحث عن الحلول دون أن يأخذ بعين الاعتبار رد فعل هذا أو ذاك.
وماذا لو طلبنا منك رأيك الشخصي في لحسن بحكم تجربتك الطويلة؟
في الحقيقة لم يسبق لي وأن تابعته وكل ما أعرفه، هو أنه يلعب في أقوى البطولات في العالم، فالدوري الإسباني يتصدر الدوريات في العالم ويكتظ بالنجوم وبما أن لحسن ظفر بمكانة أساسية ضمن تشكيلته فريقه فهذا يعني أنه لاعب ممتاز.
و هناك حديث عن عودة جبور في مباراة صربيا ..
أذكر الكثير أن جبور كان محل انتقاد الكثير قبل الكان، لكن أنا شخصيا تحدثت عنه وقلت بأنه لاعب موهوب وهداف من الطراز العالي، يتمتع بإرادة صلبة سمحت له بتطوير إمكاناته وعليه يستحق أن يعود للمنتخب الوطني، فلديه القوة البدنية، القامة الطويلة، والقدرة على الإرتقاء التي تجعله يتفوق على المدافعين في الكرات العالية ومن شأنه أن يضيف الكثير ابتداءا من مباراة صربيا الودية.
كيف ترى المجموعة التي وقع فيها الخضر في كأس العالم؟
مجموعة الجزائر في كأس العالم قوية، وأخص بالذكر إنجلترا، كما لا يجب الاستهانة بالولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا.
وماذا عن حظوظ منتخبنا من بين هذه المنتخبات؟
يمكن للمنتخب الوطني أن يتأهل إلى الدور الثاني لو تحلى بنفس الروح القتالية التي عودنا عليها اللاعبون خلال التصفيات، حيث بإمكانهم تكرار إنجاز الكاميرون في مونديال إيطاليا، حينها كنت في
الملعب وأبهرني الكاميرون خاصة في مباراة ربع النهائي التي جمعته بإنجلترا وفازت هذه الأخيرة بهدف غريب بعدما كاد ممثل إفريقيا أن يحدث المفاجأة. على لاعبينا فقط أن يلعبوا بدون أي عقدة ويتيقنوا بأن كرة القدم لا يوجد فيها كبير وليست بالعلم الدقيق.
ألا تخشون الإرهاق في شهر جوان المقبل؟
سنلعب في جنوب إفريقيا التي سيسودها فصل الشتاء شهر جوان باعتبارها تقع في الجهة الثانية من خط الاستواء، وأعتقد أن برودة الطقس ستساعد على تقديم مستوى كبير ولن نتأثر بالعياء.
سبق لكم وأن حضّرتم في جنوب إفريقيا قبل مواجهة زامبيا فهل تعتقد أن هذا البلد يملك الإمكانيات التي ستجعل من الحدث العالمي هذا ناجحا؟
لقد زرت جنوب إفريقيا مع المنتخب الوطني وأعتقد أن هذا البلد يملك كل الظروف التي ستنجح الحدث العالمي وعلينا فقط التحضير، فأمامنا خمسة أشهر وهي فترة كافية لتحضير منتخب يليق بسمعة الجزائر.
لنعود إلى مستقبلك مع نادي غلاسكو رانجرز، هل صحيح أنك كنت تنوي الرحيل؟
لقد وصلتني بعض العروض من أندية كثيرة في إنجلترا وفرنسا تريد خدماتي، لكنني فضلت التركيز مع نادي "غلاسكو رانجرز"، وبعد إنهاء دورة كأس العالم سأنظر في العروض التي تصلني وأفكر فيها بتأني قبل أن أتخذ أي قرار، أما حاليا فإني رفضت فكرة التغيير التي لا يوجد لها مكان في رأسي .
بحكم أنك أصبحت نجما كبيرا في المنتخب الوطني، ومرشح لتنشيط المونديال. فهل لنا أن نعرف طموحاتك المستقبلية؟
طموحاتي الشخصية تكمن في اللعب لنادي إيطالي كبير كما أن اللعب في "الليغا" الإسبانية حلم ظل يراودني منذ الصغر، لكنني في الوقت الحالي أضع "الكالشيو" نصب عيني ، وإذا ما تلقيت عرضا يليق بمقامي بعد المونديال فإنني لن أتردد في ترك نادي غلاسكو رانجرز والإنتقال للعب في إيطاليا.
بماذا تود أن نختم هذه الدردشة الشيقة؟
ما عساني أقول سوى أنني أنتظر نهائيات كاس العالم على أحر من الجمر، لأن رغبتي في خوض مباريات المنتخب الجزائري أصبحت كبيرة لمشاهدة الصور النادرة التي يصنعها أنصارنا لأن المشاهد التي تبثها كل الفضائيات و حتى "الفيفا" في موقعها الرسمي على شبكة الأنترنيت أبهرت كل المتتبعين في العالم وهذا مكسب ثمين بالنسبة للكرة الجزائرية، لذا فإنني أختم هذا الحوار بطمأنة أنصارنا الأوفياء بأننا قادرون على رسم البسمة مجددا في الوقت الذي يبقى فيه الحديث عن المونديال سابق لأوانه لأن العرس العالمي يتطلب تحضيرا جيدا كوننا سنواجه عمالقة العالم، رغم أننا أصبحنا لا نخشى مواجهة أي منافس، و الثقة بالنفس أهم سلاح سنخوض به معركة المونديال على أمل النجاح في المرور إلى الدور الثاني.